vendredi 21 novembre 2014

أشباه المشاهير





باستثناء التوائم، وبعيدا عن دور خبراء الخدع السينمائية في صنع «دوبلير» البطل، فإن لكل منا شبيهه الذي يعيش في مكان ما ويجسد من حيث يدري أو لا يدري مقولة «يخلق الله من الشبه أربعين»، لكن حين يتعلق الأمر بشخصية عمومية من عالم السياسة والفن والرياضة، فإن الشبيه يتحول إلى نسخة غير مصادق عليها من الشخصية الأصلية، ويصبح التشابه بين شخص عادي ونجم سطعت شهرته نجومية مزيفة، رغم أن التشابه يتجاوز أحيانا حدود تطابق في العين أو الأنف أو شكل الوجه، إلى انصهار في الشخصية من خلال تقاسيم المحيا والحركات والسكنات وحتى النبرات الصوتية، وهنا تكمن الخطورة والإثارة في نفس الآن، حينها ستقول «صدق من قال يخلق الله من الشبه أربعين».
العديد من مشاهير هذا الزمن لهم نسخ غير مصادق عليها طبعا، وقد يبدو الأمر لعبة لطيفة حين تصادف شبيه شارلي شابلن وهو يتحرك بالخطى والتقاسيم والأكسسوارات نفسها، فتعتقد أن عقارب الزمن عادت خطوات إلى الوراء لتحيلنا على جاذبية زمن بالأبيض والأسود، وستكتشف أن عددا من مشاهير اليوم هم نسخ غير مطابقة لمشاهير زمان، والغريب أن تقودك الصدفة لتقابل شبيه شخصية عمومية فيجتاحك الاستغراب وتشكر الحظ الذي جعلك وجها لوجه مع وجه لا تقابله إلا عبر شاشة التلفزيون.
إلى هنا يبدو التشبه المصطنع أو الطبيعي بالمشاهير ترفا يجعلك تقف احتراما للقول المأثور حول الأربعين شبيها لكل شخصية، ضدا عن اختبارات الحمض النووي التي تنفي فرضية وجود شبيه جيني بكل المواصفات البيولوجية، لكن استغلال الشبه على نحو سيئ يجعل القضية تأخذ منحى آخر يتداخل فيه انتحال صفة بالنصب والاحتيال، وهو ما وقع في كثير من الحالات المتشابهة التي انتهت أمام المحاكم.
يقول الباحث البريطاني، روبيرت إدوارس، الحائز على جائزة نوبل في الطب، إن التشابه ممكن لكنه غير مكتمل الأوصاف، مشيرا إلى وجود نقط اختلاف ظاهرة أو خفية حسب الشخصية، وأشار الرجل إلى وجود حكام يعتمدون على أشباههم في كثير من المهام، «عندما يتولى السلطة يبدأ هذا الحاكم بالبحث عن أكثر من شخص يحمل ملامحه، ليجعل منه دوبليرا». لكن ما الغاية من هذا الشبيه؟ وما هي توظيفاته في دائرة السلطة؟.
كشفت العديد من الأبحاث عن وجود شخصيات تشبه في تقاسيمها رؤساء دول، حيث تعامل صدام حسين ومعمر القذافي، ثم عيدي أمين مع أشباههم وقاموا بصرف مرتبات شهرية لهم بغية توظيفهم استخباراتيا في كثير من المهام. وهذا ما يجعلنا نتساءل عن مدى صحة هذه الروايات التي تتحدث عن استخدام الشبيه من طرف الأصل في مهام تصنف في خانة الأعمال القذرة، لاسيما وأن سقوط صدام وعيدي أمين ومعمر القذافي في أيدي معارضيهم طرح أكثر من سؤال، حول عدم إقحام الشبيه في الصراع ضد المعارضين وانسلال الأصل.
في كل دولة عربية، شبيه للحاكم، بينما الصين تحيلنا على مئات أشباه الرئيس، لهذا يصبح شبيه رئيس دولة شخصية عمومية في مواقع التواصل الاجتماعي، كما حصل في مصر لشبيه الرئيس السابق مرسي، الذي لم يسعفه الحظ ليعيش في جلباب الرئيس مدة طويلة، ظهرت النسخة الثانية من مرسي على أشرطة «اليوتوب»، لكنه كان مختلفا عن الرئيس في دعاباته، بينما مرسي يملك تقاسيم جادة. مما يحيلنا على مسرحية «الزعيم» بمواقفها الساخرة والتي جسد فيها، عادل إمام، دور شبيه رئيسه الديكتاتوري.
لكن شبيه حسني مبارك وجد نفسه في ورطة حقيقية بعد سقوط النظام، في الوقت الذي كان يتهيأ لدخول عالم الفن وتقديم عمل فني يتقمص فيه دور شخصية رئيس الجمهورية، إثر نجاح أول ظهور له في فيلم بعنوان «أروقة القصر». يقول أبو العز: إن «الوضع بعد الثورة والإطاحة بالرئيس الأسبق، لم يكن تأثيره إيجابيا علي، لأن أبسط المواقف التي أواجهها عندما يصرخ في وجهي المحيطون بي في الشارع، أو مكان عملي، أو حتى من أقاربه قائلين: «مالقتش غير الوجه دا تشبهه»»، بل إنه كشف عن وجود مفاوضات معه كي يحاكم بدل حسني مبارك مقابل مبالغ مالية ضخمة.
القضية تتجاوز حدود الشبه العربي إلى دول أخرى، ففي أمريكا ظل رجل أمريكي يدعى، ستيف برايدس، حديث الصحافة باعتباره شبيه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، وهو ما جعل مخرج الفيلم المصري «معليش إحنا بنتبهدل» يشركه في هذا العمل دون الحاجة إلى البحث عن دوبلير فني.
وهناك شبيه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في المغرب وكينيا وموريتانيا وأندونيسيا، هذا الأخير استغل هذه الميزة في إعلانات إشهارية. إذ لولا الانتماء لعالم القهر لاستحال على الناس إيجاد فرق بين الاثنين. في المغرب لكل شخصية شبيهها الذي يتذوق طعم الشهرة كما يتذوق سياط الجلد، حين يتحول الشبيه إلى شخصية تقتات من هذا الوضع، فقد كان للحسن الثاني شبيهه ولأحمد الدليمي شبيه في الاستخبارات ولإدريس البصري شبيه وقس على ذلك من النسخ التي وصلت إلى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة،  قبل أن تجد مرتعا في الفن والرياضة لغياب قيود على هذه الشخصيات العمومية.
في هذا الملف ترصد «الأخبار» الجوانب الخفية من النسخ المنقحة لشخصيات المجتمع، وتقف على سر هذا الانصهار الذي خلقته الطبيعة وكرسه التعلق بالشخصية، كما تقدم نماذج لمواقف طريفة تعترض كل شبيه في مساره الاستنساخي.
السباعي شبيه الملك الذي يعيش في المعتقل
لم يكن نبيل السباعي يعتقد أن الشبه الذي يجمعه بالملك سيحوله إلى سجين بالسجن المدني لتطوان، حيث يقضي عقوبة حبسية لتشبهه بملك البلاد محمد السادس، فقد أدين الرجل بعد لجوئه إلى الاستئناف بستة أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم، وهو ما خفض الحكم الابتدائي إلى الأدنى. لم تكن الإدانة بسبب التشبه، بل جاء حسب محضر الاتهام «لعدم توقفه عقب ارتكاب حادثة سير»، قبل أن تظهر ملامح متابعة تتعلق بـ«محاولة النصب والاحتيال واستغلال النفوذ المفترض وعدم التوقف عقب ارتكاب حادثة قصد التملص من المسؤولية الجنائية»، معنى هذا أن تهمة التشبه بالملك غير واردة في محضر المتابعة.
في ذكرى عيد ثورة الملك والشعب، اعتقلت سلطات تطوان نبيل السباعي، بعد أن فر هاربا واقتحمت الشرطة منزله وقامت بتفتيشه، ليتبين أن الأمر يتعلق بشاب ينتمي إلى عائلة ميسورة الحال، ويملك سيارة فارهة جعلت العديد من المواطنين يحيونه أثناء جولاته في الطريق الرابطة بين مرتيل والفنيدق، بل من الناس من استوقفه وأخذ صورة معه اعتقادا منه أنه في حضرة الملك محمد السادس.
نفى الرجل في مختلف مراحل البحث تهمة التشبه بملك البلاد، إلا في اللباس، وقال إنه لم ينصب على أي شخص، مرددا عبارة «أحب ملكي»، وأوضح بأنه شاب في عقده الثالث كان يملك شركة لكراء السيارات الفارهة، قبل أن يتحول إلى صاحب وكالة لبيع السيارات ذات الجودة العالية. وكشف الشاب في تصريح صحفي لأحد المواقع الإلكترونية، بأنه نشأ في جو مخزني منذ الصغر، «منذ بلوغي سن السابعة، كنت أرافق والدي إلى المناسبات التي ينظمها الملك الراحل الحسن الثاني داخل القصر في الرباط، وكان أبي حريصا منذ وقتها على أن أرتدي الزي التقليدي المغربي وأضع «الطربوش» الأحمر، وهو اللباس الذي أعتمده إلى الحين». فوالده من مؤسسي رابطة الشرفاء الأدارسة، وأحد أطر وزارة الداخلية في عهد إدريس البصري، بل كان والده صحافيا في البرلمان من خلال صحيفة «النسب» لسان حال الشرفاء.
مات الوالد قبل عشر سنوات، لكن أجواء المخزن لم تمت في دواخل نبيل، فقد كان يفضل ركوب السيارات الرياضية التي اعتاد الملك ركوبها في فصل الصيف، وهو ما جعل أفراد الدرك الملكي والشرطة يفتحون له الحواجز القضائية ويقفون لتحيته وهو في غاية الاستغراب، بل إن عددا من السيارات ظلت تطارده ليردد راكبوها أمامه «عاش الملك». حينها أيقن أن الأمر فاق كل التوقعات ففر هاربا نحو الفنيدق، وتم توقيفه في حاجز بمدخل المدينة قبل أن يقرر الفرار ويعود إلى الرباط على متن سيارة أجرة.
من زنزانته بالسجن المدني كتب السباعي رسالة استعطاف لعاهل البلاد، يشرح فيها حقيقة الشبه في الملابس والسيارة الذي حوله إلى شخص مدان.
المنظري الشبيه الذي طاردته لعنة القصر
في الثالث من شهر غشت 2004 تم اكتشاف جثة هشام المنظري في مرأب للسيارات بالجنوب الإسباني، وفي رأسه عيارات نارية وهو متخبط في بركة من الدماء. ساد قلق رهيب العلاقات المغربية الإسبانية، وتبين أن الميت أدى فاتورة خروجه عن النص، بعد أن دخل في شبكة متشعبة من العلاقات التي كان لابد أن تنتهي على هذا النحو.
ظل هشام يدعي أنه أمير من العائلة المالكة في المغرب، ويسوق لنفسه صورة المتمرد، رغم أنه راكم ثروته التي فاقت 350 مليون دولار، من السطو على مجوهرات وودائع بالقصر الملكي الذي عاش فيه إلى جوار والدته التي كانت من مستخدمات المؤسسة. ناهيك عن ضلوعه في عملية تزوير عملة بحرينية مستغلا صفة أمير بحريني.
ظل المنظري يزعم أنه من سلالة ملكية، واعتمد في تحركاته على حرس خاص وبروتوكول أميري صارم، جعل الكثير من الناس يصدقون الحكاية، ومن المهاجرين المغاربة من حمد الله على الصدفة التي جعلت يلتقي بالأمير ويقدم إليه طلبا وجد في سلة المهملات. تبين بعد البحث الأولي أن المنظري لعب بآخر أوراقه حين استجاب لجهاز المخابرات الجزائري، الذي حاول توظيفه في النزاع القائم مع المغرب، وهو ما كشفت عنه في حينه صحيفة «لوجورنال» من خلال رسائل تبادلها الأمير المزيف مع الجزائريين، والذي ظلت الصحافة الجزائرية تصفه بـ«الرجل المضطهد» و«الشاب الملاحق من طرف القصر»، وقس على ذلك من الألقاب التي قلصت من نسبة العفو عنه.
حسب ميمون مصدق، ضابط المخابرات المغربية السابق، فإن المنظري كان يدعي صفة الأمير وتارة المستشار المالي للقصر، وكانت له «علاقات وطيدة بأمراء القصر ومسؤولين نافذين في المنظومة الأمنية المغربية، على رأسهم المديوري والجنرال العنيكري، الذي كان وقتها عقيدا مكلفا بحراسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة». واستغرب الرجل لصعود نجم هشام «من مواطن عادي إلى عنصر في الحرس الخاص، وصولا إلى مستشار مالي للملك».
المخابرات تستنجد بشبيهي الدليمي والبصري
حسب أحمد البوخاري، الضابط السري للمخابرات، فإن هذا الجهاز استعان في كثير من مهامه بشبيهين لأحمد الدليمي، حين كان هذا الأخير يعمل في البوليس السياسي، ويؤكد الرجل أن شخصين كان يشتغلان في «الكاب» لهما نفس ملامح أحمد الدليمي ويحملان لقب فاتح، ليتبين في ما بعد أنهما إخوة أحمد من والده لحسن الدليمي، وأن التحاقهما بهذا الجهاز الغاية منه توظيفهما أولا، وثانيا استغلال الشبه الحاصل بينهما وبين أحمد، الذي لم يكن يمانع في توظيفهما في جميع المهام التي يراها المسؤولون ملائمة وتخدم صالح القضية الاستخباراتية.
في هذه الفترة من تاريخ المغرب المعاصر، ارتبطت العديد من المهام ذات البعد الاستخباراتي بإقحام الأشباه، ودفعهم نحو تقمص أدوار شخصيات من قيمة أحمد الدليمي، لاسيما في زمن عرف بالاختطافات التي ارتبطت بالظرفية السياسية، والاتهامات بين العديد من الحركات والأحزاب الوطنية حول المسؤولية عن مختلف الاختطافات والاعتقالات، التي خطط لها الأصل ونفذها الشبيه.
وفي مذكراته مع «الأخبار» أوضح لحسن بروكسي أن إدريس البصري سبق له أن اعتمد على شبيه يدعى، عمر، تم استخدامه من طرف الداخلية في زيارات الوزير إلى الصحراء، وخلال أحد لقاءات الرجل بقياديين صحراويين تم إشراك الشبيه كديكور. «كان البصري يرتب لزيارة وفد من هيئة الأمم المتحدة إلى الصحراء، ووصلت أخبار عن وجود فئة من المعارضين للاستفتاء بصدد الإعداد لتجمع قرب المطار قصد لفت انتباه الضيف المغربي لهذا الحراك، وحين علم البصري بالقضية قرر وضع خطة للإطاحة بالمناوئين للقضية الوطنية، حيث نزل في مطار العيون شخصان، الأول شبيه بالوزير والثاني يحمل تقاسيم أمريكية وهو مغربي يدعى «الميريكاني»، وحين تقدمت السيارة في اتجاه وسط المدينة خرج المناوئون للطرح الحكومي وسقطوا في كمين الشرطة، دون أن يعلموا أن السيارة لم تكن تحمل في داخلها سوى أشباه الشخصيات».
النسخة المغربية للرئيس الأمريكي أوباما
أكدت يومية «الأخبار» في عددها ليوم الخميس 21 مارس الماضي، أن الآلاف من مستعملي المواقع الاجتماعية عثروا عن شبه صارخ بين الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما، وبين الممثل المغربي، المهدي الوزاني، الذي أدى دور «الشيطان» في سلسلة «الإنجيل» التي تم تصويرها في المغرب. وهي السلسلة التي شكلت مفاجأة كبيرة في الوسط الفني، لكونها حققت نسبة مشاهدة وصلت إلى 13 مليون مشاهد، أي أكثر مما يسجله برنامج «أمريكان أيدول».
امتنعت القناة التي تبث السلسلة، عن إعطاء أي توضيح بخصوص «الماكياج» الذي خضع له الممثل المغربي المهدي الوزاني، لكي يشبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، علما أن سلسلة «غيم أوف طرون» كانت قد أظهرت في نهاية الحلقة الأخيرة من الجزء الأول رأسا يشبه بشكل كبير رأس جورج بوش، واضطرت بسببه إلى تقديم اعتذار.
وإذا كان الوزاني قد تشبه بأوباما في عمل فني، فإن وكالة الأنباء الألمانية قد كشفت عن شبيه أمريكي لأوباما يسترزق من الشبه، وقالت إن أمريكيا عاطلا يدعى، برونكس لويس أورتيز، يبلغ من العمر 43 سنة، يقتات من الشبه الذي بينه وبين الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقالت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» إن لويس بدأ منذ عام 2008 جولة حول العالم لجمع الأموال باسم أوباما، وحقق 60 ألف دولار سنويا.
يقول برونكس: «بدأت بهذا الأمر بعد أن اكتشف صاحب شركة اتصالات كبرى كنت أعمل بها، أننني أشبه الرئيس أوباما كثيرا وفصلني عن العمل لهذا السبب، ومنذ ذلك الحين وأنا أستغل الشبه بيننا وأسعى إلى تقليد أوباما في معيشته باستخدام الماكياج والملابس وحركات اليد والمحادثات الحية، فضلا عن ارتدائي الحلي نفسها التي يرتديها الرئيس الأمريكي، والتي جعلتني أبدو صورة طبق الأصل من أوباما».
بنكيران في «دوزيم» ضدا على سيطايل
في شهر أكتوبر الماضي ظهر شبيه لعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، حيث أطل على المغاربة من خلال إحدى حلقات برنامج «مباشرة معكم»، الذي يقدمه الصحافي جامع كلحسن، على القناة الثانية، والتي تناولت موضوع القيم والهوية المغربية. كان الشخص الذي جلس في الصف الأمامي في بلاطو «دوزيم» خلف الدكتور إدريس الموساوي، رئيس الجمعية المغربية لعلم النفس، وهو يرتدي لباسا تقليديا عبارة عن جلباب أبيض وطربوش أحمر، مما كرس أوجه الشبه مع بنكيران. وحسب المعلومات الأولية عن الشبيه، فقد تأكد أن عبد الهادي السوسي السملالي، البالغ من العمر حوالي 55 سنة وأب لبنتين، هو النسخة المعدلة لرئيس الحكومة، بل إنه يتقاسم معه الانتماء إلى حزب العدالة والتنمية الذي أصبح يضم الأمين العام وشبيهه.
وحسب البيانات والصور التي تم التوصل إليها، فإن عبد الهادي مناضل في حزب العدالة والتنمية بمدينة فاس وشبيه بنكيران لدرجة كبيرة، وأجمع أصحاب «المصباح» أن بنكيران يعرف هذا الرجل حق المعرفة وسبق لهما أن التقيا في بعض الملتقيات وسط حيرة الحاضرين وسخرية بنكيران الأصلي من المصادفة. وعلمت «الأخبار» أن قيادة الحزب تطمئن بين الفينة والأخرى أمينها حول وجود خليفة له إذا غاب لمكروه لا قدر الله.
في حكومة المملكة الشريفة عدد من النسخ المنقحة لوزراء، كما هو حال شقيق محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، الذي تعرض مرارا لمواقف ساخرة، حين تلقى طلبات مواطنين لا يفرقون بين الوزير وشقيقه.
أشباه مهند وأحلام وبلال في المغرب
بين الفنان المغربي عبد الله بن سعيد والفنان التركي، كيفانش تاتليتوغ، الشهير عربيا بـ«مهند»، تشابه كبير في الشخصية، لذا عاش بن سعيد مواقف كثيرة جعلت العديد من المعجبين بالدراما التركية يعتقدون أنهم أمام مهند، لكن هذا التشبيه لا يغري الفنان المغربي لأنه لا يريد العيش في تلابيب فنان تركي، لذا يحرص على المشاركة في أعمال مغربية تعتمد على ثقافة مغربية، وهي أشياء لا تجعله قابلا للتشبيه بأي شخص آخر.
شارك شبيه مهند في مسلسل «زينة الحياة» وقدم أداء حاول من خلاله التخلص من شبح الممثل التركي، الذي طارده في مشاركته في أول سلسلة «تيلينوفيلا» بالمغرب. ويرى خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، أن تشبيهه بأي ممثل لا يزيده إلا محاولة للتخلص من هذا الشبه. رغم أن حلقات السلسلة وصلت إلى  120 حلقة مما يحيلها على الدراما التركية في شكلها.
وكشف عبد الله لعدد من المخرجين عن رغبته في البحث عن أدوار أخرى تتجاوز البطل الأشقر الذي تسقط في حباله الحسناوات، معلنا استعداده لتقديم كل الأدوار التي يمكن أن تقدم له الجديد، مؤكدا أنه رغم ملامحه الشقراء، فلا يجب أن تنحصر أدواره على بعض الشخصيات، إذ سيعمل جاهدا على تقديم أدوار مختلفة بالاستعانة بـ«الماكياج»، والملابس، ومختلف المؤثرات التقنية المتدخلة في عملية صناعة العمل الفني، فضلا عن تغيير طريقة الحديث.
وفي المشهد الفني تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لشاب مغربي يشبه بملامح وجهه الفنانة الإماراتية، أحلام، وهي الصورة التي انتشرت على نطاق واسع، وأثارت جدلا قويا وغضبا في أوساط عشاق أحلام، واعتبروا أن ذلك «إساءة إليها وإلى فنها العريق».
ادعى الشاب المغربي أنه شبيهها لسنوات، بعد أن قام بتحويل جنسه من ذكر إلى أنثى ليصبح أكثر شبها بالفنانة أحلام، التي أكدت عبر العديد من اللقاءات الصحفية تكذيبها لادعاءات الشاب بأنه يعرفها شخصيا وتربطهما علاقة صداقة. وفي رده على أقوال أحلام، أكد الشبيه أنه بصدد رفع دعوى قضائية ضد الفنانة المذكورة، بسبب تشويه صورته في الفضائيات العربية.
ولفتت مشاركة مغربية صغيرة تدعى، ابتسام، نظر القائمين وجمهور برنامج «ستار أكاديمي» في العالم العربي، ليس بفوزها بلقب البرنامج، وإنما لملامحها التي تشبه كثيرا الفنانة اللبنانية، هيفاء وهبي، وهو ما أثار جدلا في «الفايسبوك»، حيث استقطبت صفحة ابتسام ملايين المعجبين، وعلقت الشابة المغربية على هذا الأمر بالقول: «أنا أحلى من هيفاء لأنني طبيعية وبدون تجميل».
وفي مدينة مكناس ظهر شبيه مغني الراي الجزائري، الشاب بلال، الملقب ببلال المغربي، حيث أصبح يغني في الحفلات ويقلد الفنان الجزائري في أداء فن الراي، كما تم استدعاؤه لحضور برامج إذاعية وتلفزية كشفت عن حجم الاستنساخ القائم بين الطرفين. قبل أن يقرر المغربي اعتزال الغناء، حيث نشر صورة له في صفحته «الفايسبوكية»، وهو يحمل كتاب الله في ما يشبه تقليد الفنان السابق جدوان، وعبد الهادي بلخياط والشاب رزقي.
النسخة المغربية للرئيس الأمريكي أوباما
أكدت يومية «الأخبار» في عددها ليوم الخميس 21 مارس الماضي، أن الآلاف من مستعملي المواقع الاجتماعية عثروا عن شبه صارخ بين الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما، وبين الممثل المغربي، المهدي الوزاني، الذي أدى دور «الشيطان» في سلسلة «الإنجيل» التي تم تصويرها في المغرب. وهي السلسلة التي شكلت مفاجأة كبيرة في الوسط الفني، لكونها حققت نسبة مشاهدة وصلت إلى 13 مليون مشاهد، أي أكثر مما يسجله برنامج «أمريكان أيدول».
امتنعت القناة التي تبث السلسلة، عن إعطاء أي توضيح بخصوص «الماكياج» الذي خضع له الممثل المغربي المهدي الوزاني، لكي يشبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، علما أن سلسلة «غيم أوف طرون» كانت قد أظهرت في نهاية الحلقة الأخيرة من الجزء الأول رأسا يشبه بشكل كبير رأس جورج بوش، واضطرت بسببه إلى تقديم اعتذار.
وإذا كان الوزاني قد تشبه بأوباما في عمل فني، فإن وكالة الأنباء الألمانية قد كشفت عن شبيه أمريكي لأوباما يسترزق من الشبه، وقالت إن أمريكيا عاطلا يدعى، برونكس لويس أورتيز، يبلغ من العمر 43 سنة، يقتات من الشبه الذي بينه وبين الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقالت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» إن لويس بدأ منذ عام 2008 جولة حول العالم لجمع الأموال باسم أوباما، وحقق 60 ألف دولار سنويا.
يقول برونكس: «بدأت بهذا الأمر بعد أن اكتشف صاحب شركة اتصالات كبرى كنت أعمل بها، أننني أشبه الرئيس أوباما كثيرا وفصلني عن العمل لهذا السبب، ومنذ ذلك الحين وأنا أستغل الشبه بيننا وأسعى إلى تقليد أوباما في معيشته باستخدام الماكياج والملابس وحركات اليد والمحادثات الحية، فضلا عن ارتدائي الحلي نفسها التي يرتديها الرئيس الأمريكي، والتي جعلتني أبدو صورة طبق الأصل من أوباما».

شبيه بن لادن كومبارس في ورزازات
حين تزور مدينة السينما في ورزازات وتتوقف عند بن لادن المغربي المسمى في وثائقه الثبوتية، عبدالعزيز بويدناين، ستكتشف بأن بن لادن لم يمت وأن أمريكا لم تقتله. بداية الحكاية تعود حسب روايته إلى سنة 2008، حين انتقاه مخرج بلجيكي من بين عشرات المشاركين في «كاستينغ» ليقوم بدور أسامة بن لادن، «عملية التصوير امتدت حتى سنة 2012، وجرت أطوارها ما بين ورزازات وأفغانستان»، يقول عبد العزيز لصحيفة «المغربية»، قبل أن يضيف: «الراتب لم يتجاوز الألف دولار، لكنه أفضل من لا شيء فأنا كنت جنديا سابقا في القوات المسلحة الملكية مما سهل علي أداء الدور، لكوني متمرس على استعمال جميع أنواع الأسلحة، وهو ما جعل قناة «ناشيونال جيوغرافيك» تسند إلي دور أسامة بن لادن في أحد أفلامها الوثائقية، نظرا للتشابه الكبير بيننا. أنا لا أصدق وفاته، كما لا أتضايق من مناداة الناس علي باسم بن لادن، لأنه كان سببا في شهرتي».
شحاتة «الجزائري» يخدع المغاربة
قبل أن يتعاقد المدرب حسن شحاتة مع فريق الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، وخلال ارتباطه بنادي الزمالك المصري، قادت الظروف فريق الوداد البيضاوي إلى وهران سنة 2005 لمواجهة المولودية، واختار الفريق الأحمر إجراء تداريبه في ملعب صغير، وأثناء مغادرة اللاعبين للمنشأة الرياضية شرع بعضهم في التقاط صور للذكرى مع حسن شحاتة، دون أن يعلموا أن هذا الشخص هو شبيه المدرب وليس «المعلم» شحاتة كما اعتقدوا، بل يتعلق الأمر بمحمد حمدي، المسؤول في الملعب البلدي بمنطقة الكرمة بالجزائر، وهو الملعب الذي تستخدمه منتخبات الشباب للتدريب قبل المباريات في وهران. يقول حمدي إن التشابه القائم بينه وبين شحاتة جعل العديد من الرياضيين يدعونه لأخذ صور للذكرى دون أن يسألوا عن سر وجود شحاتة في وهران.
وأضاف أن الشبه الكبير بينه وحسن شحاتة، دفع لاعبي منتخب مالي للشباب إلى مصافحته وتهنئته بما قدمه للكرة المصرية، وقال إن لاعبي مالي التقطوا معه صورا قبل أن يعرفوا حقيقته. وأصبح حمدي موضوع الساعة خلال الصراع الذي نشب بين المصريين والجزائريين بعد موقعة أم درمان، وتمت مهاجمته في إحدى المباريات اعتقادا من الجمهور أن حمدي جاء لمعاينة منتخب الجزائر والتجسس عليه.  وفي شهر شتنبر الماضي، انتحل شخص غير معروف شخصية المدرب المصري وأجرى مداخلة تليفونية مع التلفزيون السعودي، معلنا عن دخوله في مفاوضات لتدريب فريق النصر، وهو ما نفاه شحاتة لاحقا، مؤكدا أن ذلك الشخص «مزيف»، قبل أن يتم التأكد من الخدعة.
شبيه بودربالة يخطب بنتا بصفة لاعب دولي
حصلت لعدد من اللاعبين حكايات نصب، أبرزهم صلاح الدين بصير ونور الدين النيبت، لكن الهدف منها هو البحث عن المال بكل الوسائل، ولو بتقمص شخصية رياضية محبوبة. لكن ما حصل للاعب الدولي السابق، عزيز بودربالة، فاق كل التصورات، إذ تجاوز الأمر حدود تقليد نجم الكرة إلى عملية نصب واحتيال طريفة، كان يروم المحتال من خلالها الاستمتاع ببهارات الشهرة، يقول عزيز: «في بداية الثمانينات كانت الموضة السائدة تجعلنا نحن الشباب نقلد تسريحة شعر نجوم الأغنية الإنجليزية وطريقة لباسهم، ونضع حول أعناقنا قلادة وأكسسوارات للزينة تشبها بنجوم عالم الفن، وكنت طبعا منخرطا في الموضة كشباب تلك الحقبة الزمنية التي كانت صيحات الثورة حاضرة في المعيش اليومي، لكن شابا يقطن بالمدينة القديمة كان نسخة مصادقا عليها مني، رغم أنه لا تربطني به أي قرابة، باستثناء الانتماء للحي. وكان هناك من يخبرني أحيانا بوجودي في هذا المكان أو ذاك فأستغرب، لكن شخصا التقى بي يوما وصافحني بحرارة وقدم لي نفسه بأنه صهري، ورحب بي وبانتمائي للوسط العائلي. لم أفهم شيئا لكنني تبينت أن بودربالة المزيف قد نصب على أسرة محدثي وتقدم لخطبة إحدى بناته، التي وافقت على الفور لأن العريس هبة من السماء يملك الشهرة والجاه. انتفض بودربالة وقرر وضع حد لشخص يستغل مقولة «يخلق الله من الشبه أربعين» ليرفع من عدد ضحاياه، ويمارس مختلف الحيل الممكنة والمستحيلة للإيقاع بأشخاص ينهارون أمام جاذبية الشهرة».
شبيه رئيس المدربين يظهر في تمارة
لعبد الحق رزق الله، رئيس ودادية المدربين المغاربة، شبيه في تمارة. عبد الرحيم كلالو الذي يقتسم مع «ماندوزا» مهنة التدريب، حيث يشغل منصب مدير تقني لوداد تمارة الصاعد في الموسم الماضي إلى القسم الثاني.
لا يقتسم عبد الرحيم وعبد الحق ملامح وتقاسيم الشخصية، بل يرتبطان بنقط التقاء عديدة كحب مهنة التدريب وممارسة الكرة، ولقب «ماندوزا»، وإذا كان رزق الله قد بدأ مشواره لاعبا لكرة القدم في نادي الراسينغ البيضاوي، فإن كلالو لعب بدوره للجيش الملكي، وبفضل المؤسسة العسكرية نال وظيفة في الدرك الملكي. القاسم المشترك الثالث هو انخراطهما في هوس التدريب، من خلال الإشراف أولا على الفئات الصغرى، ثم الصعود تدريجيا في سلم التأطير، لكن «ماندوزا الدار البيضاء» اختار ارتداء قبعتين، فهو إلى جانب إشرافه التقني على «الراك»، يرأس الفريق ذاته في ازدواجية استثنائية، لا يوجد مثيل لها إلا في يوسفية برشيد ووفاء وداد، وفي فترة سابقة بسيدي قاسم مع عزيز العامري.
ياسر عرفات يبعث سنويا في فلسطين
كلما لاحت في الأفق ذكرى رحيل الزعيم الفلسطيني، ياسر عرفات، إلا وظهر شبيهاه في فلسطين، يذكران المواطنين بالرجل الذي وهب حياته لخدمة القضية الفلسطينية. يتميز سامي سميرات، بائع الخضر في رام الله،  بنفس تقاسيم الفقيد، بل إنه يصبح نسخة منه حين يرتدي الكوفية الفلسطينية ويقلده في خطاباته، لذا يتلقى الرجل دعوات لحضور المهرجانات الوطنية، وحفلات تخرج الطلبة في الجامعات، كما سافر إلى عدد من الدول العربية والأجنبية رفقة وفود فلسطينية، وحين تنتهي المناسبة يعود إلى دكانه، حيث يبيع الخضر وهو يردد لازمته الشهيرة: «من أبو عمار اشتر أحسن الخضار».
لكن هناك منافس آخر له نفس تقاسيم الفقيد، ويدعى إبراهيم النحال ويعيش في قطاع غزة، متقمصا شخصية الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، بكوفيته ولباسه العسكري ونظاراته السوداء. يجيد الرجل تجسيد شخصية زعيم حركة فتح، ولا يتخلف عن حضور مناسبة أو احتفال في محاولة لإبقاء شخصية «أبو عمار» حاضرة في أذهان الفلسطينيين، الذين يطالبونه بتقليد خطب الراحل وترديد العبارة الشهيرة لياسر: «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، أو«سيأتي يوم يرفع فيه شبل من أشبال فلسطين، أو زهرة من زهرات فلسطين علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس»، و«يا جبل ما يهزك ريح»، و«إنها لثورة حتى النصر».
القذافي ما زال حيا في تونس
مات القذافي الزعيم وما زالت نسخته البشرية حاضرة في شوارع العاصمة التونسية، اسمه المعز الداهش، تونسي الجنسية ليبي العشق. بدأت علاقته بآل القذافي حين نشر في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» صورته الشبيهة بمعمر القذافي بكل تفاصيل الشخصية المثيرة للجدل، وكان يطلق على الصفحة اسم معمر. حينها شرع المعتصم بالله، نجل العقيد، في البحث عن النسخة الثانية لوالده إلى أن كان اللقاء في طرابلس. ليتحول المعز من مجرد تاجر بسيط إلى مهندس في شركة للبترول بليبيا بتدخل من المعتصم، الذي دعا الأمن القومي إلى اختبار مدى عشق المعز لأبيه. في هذا الاختبار استظهر الرجل فقرات من «الكتاب الأخضر» وردد مقاطع من خطب العقيد، فنجح بتقدير صادق جدا، وعلى الفور وضعت رهن إشارته سيارة رباعية الدفع وقرار تعيين في شركة ألمانية.
تقرب المعز من محيط الرئيس، ورافق الوفد الليبي في زيارة إلى دمشق سنة 1988، هناك فوجئ وهو يدخل أحد المقاهي الشعبية بوقوف الحاضرين لتحيته والهتاف باسمه معتقدين أنهم أمام العقيد، وفي مرات عديدة كان برفقة المعتصم بالله، فلاحظ هذا الأخير أن كبار الشخصيات يسلمون على المعز قبله. لكن حين سقط القذافي اقتحم الليبيون منزل شبيهه في محاولة للتخلص من النسخة والأصل.
عن يومية "الأخبار"

0 commentaires: